نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 243
الذهن حاسة النظر، وملكة الخيال، وانفعال السخرية، وشعور الجمال: السخرية من هؤلاء الذين يفرون كما تفر حمر الوحش من الأسد؛ لا لشيء إلا؛ لأنهم يدعون إلى الإيمان! والجمال الذي يرتسم في حركة الصورة حينما يتملاها الخيال في إطار من الطبيعة، تشرد فيه هذه الحمر يتبعها "قسورة" المرهوب!
فللتعبير هنا ظلال حوله، تزيد في مساحته النفسية -إذا صح هذا التعبير!
2- ومعنى عجز الآلهة التي كان العرب يعبدونها من دون الله، يمكن أن يؤدى في عدة تعبيرات ذهنية مجردة، كأن يقال: إن ما تعبدون من دون الله لأعجز عن خلق أحقر الأشياء. فيصل المعنى إلى الذهن مجردًا باهتًا.
ولكن التعبير التصويري يؤديه في هذه الصورة:
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} !
فيشخص هذا المعنى ويبرز في تلك الصورة المتحركة المتعاقبة: {لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا} هذه درجة. {وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} وهذه أخرى. {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} وهذه ثالثة ... أرأيت إلى تصوير الضعف المزري، وإلى التدرج في تصويره، بما يثير في النفس السخرية اللاذعة، والاحتقار المهين؟
ولكن. أهذه مبالغة؟ وهل البلاغة فيها هذا الغلو؟
كلا! فهذه حقيقة واقعة بسيطة. إن هؤلاء الآلهة "لن يخلقوا
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 243