responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 94
ونهوض هذه الألفاظ برسم الصور على اختلافها.
ومثلها التعبير عن النوم بالنعاس، وعن التنويم بغشية النعاس: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} تجد جو النعاس الرقيق اللطيف، وكأنه غشاء شفيف، يغشي الحواس في لطف ولين: "أمنة منه" فالجو كله أمن ودعة وهدوء.
ونوع آخر من تصوير الألفاظ بجرسها يبدو في صور الناس: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} .
اقرأها متوالية تجد صوتك يحدث "وسوسة" كاملة تناسب جو السورة. جو وسوسة {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} .
ونوع من هذا -ولكن فيه عنه اختلافًا- ذلك قوله: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} فالمطلوب هنا هو تفظيع ما قالوا من أن الله اتخذ ولدًا، وتكبير هذه الفرية بكل طريقة. فقال: "كبرت" وأضمر الفاعل؛ ثم جعل هذه الكلمة تمييزًا منكرًا، ليكون في الإضمار والتنكير معنى الاستنكار والتكبير "كبرت كلمة"، ثم جعلها تخرج من أفواههم خروجًا كأنها رمية من غير رام "تخرج من أفواههم"، وتنسيقًا لجو التكبير كله جاءت كلمة "أفواههم". وإنك لتحتاج في نطقها أن تفتح فاك بالواو الممدودة، وأن تخرج هاءين متواليتين من الحلق في عسر ومشقة، قبل أن تطبق "فاهك" على الميم الأخيرة!

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست