نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 232
فكما أنَّ التَّحليل يتناولُ قيمة هذه الأساليب فى بناء المعنى وتصويره، فإنَّه يتناولها فى تحبيرها بما فيها من توقيع صوتى أو معنوى يتناغى مع توقيع خفقات القلوب والأنفاس ودفقات الدماء فى العروق.
. التفكير البلاغيّ والصورة الصوتية للمعنى. (1)
يحسن أن نستهل ذلك بكلمة عَلِيَّةٍ قالها " أبو زكريا: يحيي بن زياد الفراء" (ت: 207) عند نظره في قول الله - عز وجل -: في سورة " النازعات " {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) .
جاء قوله - جل جلاله -: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً} متفردًا في قراءة أهل المدينة والحجاز والبصرة بزنة (فَعِلة) ، وجاءت قراءة عامة قراء الكوفة على زنة: (فاعِلة: ناخِرة) مشاكلة للفواصل قبلها.
(1) - أريد بالتفكير البلاغيّ هنا منهج التدبرالبلاغيّ، وليس بلازم أن يكون صاحبه من البلاغيين المختصين بذلك العلم كعبد القاهر والسكاكي وتلاميذه.
منهج التدبر البلاغي المعنى بالبحث عن المعنى في صورته ومنهاج تركيب مبانيها ومغانيها وسياقاتها القولية والمقامية تجده – أيضًا - في غير أسفار البلاغة كمثل ما تراه في كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم.
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 232