responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 248
في إبرازِ صورة من الصور، تتملاها العينُ، والأذنُ، والحسّ، والخيالُ، والفكر والوجدان " (1)
فالجرس والنغم والموسيقى رافِدٌ من روافد تكوين الصورة، ومن ثَمَّ كانت العناية بهذا الرَّافد من العناية بفقه الصورة الحاملة معاني الهدى إلى الصراط المستقيم، والتقصير في فقهها تقصير فيما يحقِّق ضربًا من ضروب الهدى. ...
ولهذا تكاثرت وتوافرت عناية " سيد قطب " بهذا الرافد وأثره في التصوير القرآني، سواء كان هذا الرافد قائمًا في الصورة الصوتية لكلمة أو جملة أو معقد أو سورة. تراه يعقد فصلا للتناسق الفني في القرآن، ويبيّن أنَّ هذا التناسق ألوانٌ ودرجاتٌ، ومن" ذلك الإيقاع الموسقيّ الناشئ من تخير الألفاظ ونظمها في نسق خاصّ " (2)
تأتي كلمة في بناء تعبيريّ ممتد فيكون لجرسها من الأثر ما يغني عن عديد من الكلمات كما تراه في قول الله - سبحانه وتعالى - في سورة (آل عمران:117) :
{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
جاءت كلمة (صِرَّ) في هذا السياق المصوِّر نفقة الذين كفروا، وما يحيط به من هلاك لا يبقى ولا يذر، فرتسم كلمة (صِرّ) بجرسها هول ما يحيط بالحرث من الريح المهلكة، ولو استبدلت بها كلمة أخرى بل كلمات لما استطاعت بدلالتها المباشرة الصريحة أن تقوم بما قام به هذا الجرس المالئ سمعك وقلبك بصوت الريح المهلكة المفزعة التي تخلع القلوب قبل أن تخلع الحرث وتهلكه (3)
وتسمع قول الله - عز وجل -:

(1) - التصوير الفنّي في القرآن لسيد قطب:ص37- ط:1987 – دار الشروق – القاهرة
(2) - السابق:87
(3) - ينظر: التصوير الفني: 41، وفي ظلال القرآن: 445
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست