نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 250
إنَّ في هذه الكلمة "طنًا" على الأقلّ من الأثقال، ولو أنَّك قلت:" تثاقلتم" [1] لخفَّ الجرسُ، ولضاع الأثر المنشود، ولتوارت الصورة المطلوبة التي رسمها هذا اللفظ واستقلّ برسمها» (2)
أن الإصغاء إلى جرس هذه الكلمة في صحبة استحضار معنى النداء عليهم بهذه الصفة (آمنوا) وهذا السؤال المرعب كلَّ قلبٍ ذاق طعم الإيمان، وهذا الحذف للمراد النفرة إليه (انفروا في سبيل الله) وكأنه قيل: انفروا في سبيل إلله إلى رضوانه وجناته حيث ما لاعين رأت ولا أذن سمعت، إلى لقائه والنظر إليه ... واستحضار ما يفيض من السؤال المفعم بالتنبيه على الضلالة (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة) أيفعلها من ذاق قلبه طعم الإيمان؟!! فالرضا لا يكون إلا عن علم واطمئنان قلب إلى ما رضي به.
كلّ ذاك في صحبة جرس هذه الكلمة الذي يملأ القلب المعافى من الغفلة فزعًا، فلا يرضى إلا بأن ينفر في سبيل الله - سبحانه وتعالى - إلى حيث يرضى ويتجلى بأنواره ومحبته. [1] - الثقل: نقيض الخِفّة، وتثاقل: تكلّف الثقل أي تظاهر بأنّه ثقيل غير قادر على أن ينهض إلى ما يُدعَى إليه، وهو ثمرة انفعال نفسي كاره لما يدْعَى إليه، واثاقل أصلها تثاقل قلبت (التاء) (ثاءً) لقرب المخرج، وادغما، وجاءت همزة الوصل ليمكن إدغام المثلين، وهذا الإدغام هو الذي حقق لهذه الكلمة جرسًا صوتيا ويميزها عن (تثاقل) ولك أن تتأمل تعدية الفعل (اثاقلتم) بـ (إلى) وما تصوره لك من حركة التساقط السريع المديد إلى الأرض كأنّما يلقى بنفسه في عجلة فرارًا مما يدعى إليه: دخول الجنة
(2) - التصوير الفني في القرآن:91- 92، في ظلال القران: 1655
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 250