نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 86
آل عمران، وأكثر ما فيها من خطاب أهل الكتاب النصارى. فإن ثمانين آية من أولها نازلة في وفد نصارى نجران وختمت بقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} وهي في النجاشي وأصحابه من مؤمني النصارى. وهذا وجه بديع في ترتيب السورتين، كأنه لما ذكر في الفاتحة الفريقين قص في كل سورة مما بعدها حال كل فريق على الترتيب الواقع فيها.
ولهذا كان صدر سورة النساء في ذكر اليهود وآخرها في ذكر النصارى.
3- الوجه الثالث: أن سورة البقرة أجمع سور القرآن للأحكام والمثال، ولهذا سميت في أثر رواه الدارمي عن خالد بن معدان: "فسطاط القرآن". والفسطاط هو المدينة الجامعة فناسب تقديمها على جميع سوره.
4- الوجه الرابع: أنها أطول سورة في القرآن، وقد افتتح بالسبع الطوال، فناسب البداءة بها.
5- الوجه الخامس: أنها أول سورة نزلت بالمدينة فناسب البداءة بها فإن للأولية نوعًا من الأولوية.
6- الوجه السادس: ختمت سورة الفاتحة بالدعاء للمؤمنين بأن لا يسلك بهم طريق المغضوب عليهم ولا الضالين إجمالًا. ختمت سورة البقرة بالدعاء بأن لا يسلك بهم طريقهم في المؤاخذة بالخطأ والنسيان وحمل الإصر وما لا طاقة لهم به تفصيلًا. وتضمن آخرها أيضًا الإشارة إلى طريق المغضوب عليهم والضالين بقوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} فتآخت السورتان وتشابهتا في المقطع[1].
ومن وجوه المناسبة بين البقرة وآل عمران:
قال السيوطي في "تناسق الدرر":
- "فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم، وآل عمران بمنزلة الجواب عن شبهاب الخصوم، ولهذا ورد فيها كثير من المتشابه لما تمسك به النصارى. [1] تناسق الدرر: 78-83 باختصار.
نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 86