وقوله: " يضع قدمه فِي النار " وقوله: " يتجلى لهم فِي رمال الكافور " وقوله تَعَالَى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} كذلك ها هنا، إذ لسنا نحمل الوطئة عَلَى مماسته جارحة لبعض الأجسام، بل نطلق هَذِهِ الصفة كَمَا أطلقنا استواءه عَلَى العرش لا عَلَى وجه المماسة والانتقال من حال إِلَى حال، وَكَمَا أطلقنا قوله تَعَالَى: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} لا عَلَى وجه المماسة، كذلك ها هنا فإن قِيلَ: مَعْنَى ذلك يرجع إِلَى الفعل، وَهُوَ أن آخر مَا أوقع اللَّه سُبْحَانَهُ بالمشركين من الشدة بوج وَهُوَ اسم موضع بالطائف، لأَنَّهُ كان آخر غزوة غزاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحنين أدنى الطائف، وَهَذَا مثل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهم اشدد وطأتك عَلَى مضر، وابعث عليهم سنين كسني يوسف " فتتابع القحط عليهم سبع سنين حتى أكلوا القد والعظام، والعرب
تقول فِي كلامها: اشتدت وطأة السلطان عَلَى رعيته، وليس يريدون بذلك وطء القدم، كذلك ها هنا