نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 81
156 - حدثني الحسن بن محبوب، أخبرنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا أبو ربيعة، عن أبيه، عن جده، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله:
أما بعد: فكأن العباد قد عادوا إلى الله فينبئهم بما عملوا، ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، فإنه لا معقب لحكمه، ولا ينازع في أمره، ولا يقاطع في حقه الذي استحفظه عباده، وأوصاهم به وإني أوصيك بتقوى الله، وأحثك على الشكر فيما عندك من نعمة، وآتاك من كرامته، فإن نعمه يمدها شكره، ويقطعها كفره، وأكثر ذكر الموت الذي لا تدري متى يغشاك، ولا مناص، ولا فوت وأكثر ذكر يوم القيامة، وشدته فإن ذلك يدعوك إلى الزهادة فيما زهدت فيه، والرغبة فيما رغبت فيه، ثم كن مما أوتيت من الدنيا على وجل، فإن من لا يحذر ذلك، ولا يتخوفه توشك الصرعة أن تدركه في الغفلة، وأكثر النظر في عملك في دنياك بالذي أمرت به، ثم اقتصر عليه، فإن فيه لعمري شغلاً عن دنياك، ولن تدرك العلم حتى تؤثره على الجهل، ولا الحق حتى تذر الباطل، فنسأل الله لنا ولك حسن معونته، وأن يدفع عنا وعنك بأحسن دفاعه برحمته.
157 - وحدثني الحسن بن محبوب، أخبرنا الفياض بن إسحاق أبو يزيد، أخبرنا فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، قال: قال أبو عبد الرحمن السلمي: -[82]- نزلنا وبيننا وبين المدائن فرسخ فأخذ أبي بيدي، فذهب بي إلى الجمعة، فإذا حذيفة يخطب فقال:
ألا إن الساعة قد اقتربت، وإن القمر قد انشق وإن الدنيا قد آذنت بفراق، وإن المضمار اليوم، وغداً السباق.
فقلت: يا أبتاه غداً يستبق الناس؟ فقال: يا بني ما أجهلك، إنما يعني العمل، فلما كانت الجمعة الثانية، قال: مثلها، وإن الغاية النار، والسابق من سبق إلى الجنة.
نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 81