responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 96
193 - حدثني أبو محمد التميمي البصري، قال: قال سفيان بن عيينة: كان ابن شبرمة غاب عن الكوفة، ثم قدمها، وقد كان يخرج مع أصحاب له إلى ظل جبل فيتمتعون بظله، ويتحدثون في فيئه فلما قدمها رأى الظل باقياً، وفقد من كان يؤنسه، فقال متمثلاً:
وأجهشت للتوباد حين رأيته ... ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له أين الذين عهدتهم ... بجذعك في عيش وحسن زماني
فقال مضوا واستودعوني بلادهم ... ومن الذي يبقى على الحدثان

194 - أنشدني سعيد بن محمد العامري قوله: لقد نغص الدنيا على حب أهلها ... لها أنها محفوفة بالمصائب
ولو لم تكن فيها المصائب ما ارتضى ... محبتها في حالة ذو تجارب
ألم تره تغذو بنيها بدرها ... وتصرعهم آفاتها بالعجائب
وما الخير فيها حين تسعف أهلها ... ولا الشر إلا كالبروق الكواذب
يزولان عمن كان فيها بنعمة ... وبؤس كما زالت صدور الكواكب

195 - حدثني محمد بن إسحاق الثقفي، قال: قال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره سنته، وسنته عمره، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وتقوده حياته إلى موته؟ ! .

196 - وحدثني محمد بن إيحاق، قال: قال بعض الحكماء: -[97]- الأيام سهام، والناس أغراض، والدهر يرميك كل يوم بسهامه، ويستخدمك بلياليه، وأيامه، حتى تستغرق جميع أجزائك، فكم بقاء سلامتك مع وقوع الأيام بك، وسرعة الليالي في بدنك، لو كشف لك عما أحدثت الأيام فيك من النقص، وما هي عليه من هدم ما بقي إلا استوحشت من كل يوم يأتي عليك واستثقلت ممر الساعات بك، ولكن تدبير الله فوق الاعتبار، وبالسلو عن غوائل الدنيا، وجد طعم لذاها، وإنها لأمر من العلقم، إذا عجمها الحكيم، وأقل من كل شيء يسمى القليل، وقد أعيت الواصف لعيوبها بظاهر أفعالها، وما تأتي به من العجائب أكثر مما يحيط به الواعظ، نستوهب الله رشداً إلى الصواب.

نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست