نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 95
190 - حدثنا خلف بن هشام البزار، قال: بلغنا أن سفيان الثوري كان يتمثل: أرى أشقياء الناس لا يسأمونها ... على أنهم فيها عراة وجوع
أراها وإن كانت قليلاً كأنها ... سحابة صيف عن قليل تقشع
كركب قضوا حاجاتهم وترحلوا ... طريقهم بادي العلامة مهيع
191 - قال بعض الحكماء: وذكر الدنيا فقال: كم من يوم لي قد صحت سماؤه، وامتد علي ظله، تمدني ساعاته بالمنى، وتضحك لي عن كل ما أهوى في رفاهة ناضرة، وحال تدفق بالغبطة، أرتع في ظل قريب، مجناه، ينبسق إلي فيه الموافقة، وتلاحظني تباشير الأحبة، تجوز معاني الوصف، وينحسر عنه الطرف، حتى إذا اتصلت أسباب سروره بي، نفست الدنيا به علي فسعت بالتشتيت إلى الفتنة، وبالنقص إلى مدته، فكسفت بمحبته كسوفاً، وأرهقت نضرتنا الفراق، وقطعتنا فرقاً في الآفاق بعد إذ كنا كالأعضاء المؤتلفة، والأغصان الندية المنقطعة، فأصبح ربعنا المألوف، قد محا أعلامه الزمان، وأبلت أسباب العهد به الأيام، فلقلبي وجوب عند ذكرهم، يكاد ينفطر جزعاً مما يعاين من فقدهم، ويقاسي من بعدهم، ونظراتي تطرد في الجفون من حرارات الكمد، وأوجاع كلوم لا تندمل، فما لي للمقام في مراتع الأشجان، ومرابض المنايا، وأوعية الرزايا.
192 - حدثني أبو الحسن الخزاعي، حدثني رجل من ولد شبيب بن شيبة، رحل عن البصرة عشرين سنة، ثم قدمها فأتى مجلسه فلم ير أحداً من جلسائه فقال: يا مجلس القوم الذين بهم تفرقت المنازل، -[96]-
أصبحت بعد عمارة قفراً، يخرقك الشمائل
فلئن رأيتك موحشاً فمتى أراك وأنت آهل؟
نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 95