اللغة:
الشطر: النصف. والعالة: جمع عائل وهو الفقير يقال: عال الرجل يعيل عيلة وعيولا إذا افتقر. وتكفف: واستكف بسط كفه للسؤال. أو سأل ما يكف عنه الجوع. أو سأل كفافا من طعام.
الشرح:
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة في حجة الوداع ذهب إلى سعد بن أبي وقاص يعوده من مرض اشتد به. حتى أشفى على الموت [1] . وكان سعد يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها.
ففي الحديث إلتفات من التكلم إلى الغيبة كما يدل لذلك رواية مسلم عن سعد قال: يا رسول الله خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة- لأنها كانت حصن المشركين الذين آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله. ويودّ أن يموت بدار الهجرة التي أعزّ الله فيها الإسلام. وسكنها المهاجرون المخلصون. الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما استطاعوا حتى ظهر دين الله. وصارت كلمته هي العليا. وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
فمن أجل ذلك رغب سعد عن مكة إلى طيبة. عن الأرض الملوثة بالشرك وأرجاس [2] الأعداء. إلى الأرض المطهرة بالتوحيد وأعمال البررة الأتقياء.
ولما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم اسم سعد بن خولة من سعد بن أبي وقاص ترحّم عليه.
وكان صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوفا رحيما. فكان يواسيهم ويعطف عليهم في حياتهم. ويدعو لهم بعد وفاتهم. وابن خولة هذا من المهاجرين الأولين الذين شهدوا بدرا. وقد توفي بمكة في حجة الوداع. فخشي سعد أن يكون نصيبه نصيب أخيه- فكلمة عفراء في الحديث وهم من الراوي صوابها خولة كما جاء ذلك في رواية الزهري [3] - ولقد قال سعد للرسول صلى الله عليه وسلم لما عاده: إنه قد بلغ بي الوجع ما ترى. وأنا ذو مال. أفأوصي بمالي كله؟ قال: «لا» ، قال: أفأوصي بالثلثين- جاء ذلك في رواية. قال: «لا» :
قال: أفأوصي بالنصف؟ قال: «لا» : قال: أفأوصي بالثلث؟ قال: «فالثلث توصي به. [1] أشفى على الموت: أشرف وقارب عليه. [2] أرجاس: الرّجس: الكفر والحرام والفعل القبيح. [3] رواه مسلم في كتاب: الوصية، باب: الوصية بالثلث (4185) .