responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 154
وقال: ((مَنْ أتى عرَّافاً فصدَّقه بما يقولُ، لم تُقبل له صلاة أربعين
يوماً)) [1] ، وقال: ((أيما عبد أبقَ من مواليه، لم تُقْبَلْ له صلاةٌ)) [2] .
وحديثُ ابنِ عمر يستدلُّ به على أنَّ الاسمَ إذا شمل أشياءَ متعدِّدةً، لم يَلزم زوال الاسم بزوال بعضها، فيبطل بذلك قولُ من قال: إنَّ الإيمانَ لو دخلت فيه الأعمال، للزم أنْ يزولَ بزوالِ عمل مما دخل في مسمَّاه، فإنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جعل هذه الخمسَ دعائمَ الإسلامِ ومبانيه، وفسر بها الإسلام في حديث جبريل [3] ، وفي حديث طلحة ابن عُبيد الله الذي فيه أنَّ أعرابياً سأل النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الإسلام، ففسره له بهذه الخمس [4] .
ومع هذا فالمخالفون في الإيمان يقولون: لو زال من الإسلام خَصلةٌ واحدةٌ، أو أربع خصالٍ سوى الشهادتين، لم يخرج بذلك من الإسلام. وقد روى بعضهم: أنَّ جبريلَ - عليه السلام - سأل النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن شرائع الإسلام، لا عن الإسلام، وهذه اللفظة لم تصحَّ عندَ أئمَّة الحديث ونُقَّاده، منهم: أبو زُرعة الرازي، ومسلم بن الحجاج [5] ، وأبو جعفر العُقيلي وغيرُهم.
وقد ضرب العلماءُ مثل الإيمان بمثلِ [6] شجرة لها أصلٌ وفروعٌ وشُعَبٌ، فاسمُ الشَّجرةِ يَشمَلُ ذلك كله، ولو زال شيءٌ من شُعَبها وفروعها، لم يزُل عنها اسمُ الشجرة، وإنَّما يُقال: هي شجرة ناقصةٌ، أو غيرُها أتمُّ منها.
وقد ضربَ الله مثلَ الإيمان بذلك في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [7] .

[1] أخرجه: أحمد 4/68، ومسلم 7/37 (2230) (125) ، وأبو نعيم في " الحلية " 10/406-407، والبيهقي 8/138 من طريق نافع، عن صفية، عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، به.
[2] أخرجه: مسلم 1/59 (70) (124) ، والنسائي 7/102 وفي " الكبرى "، له
(3498) ، وابن خزيمة (941) ، والطبراني في " الكبير " (2357) ، وابن حزم في
" المحلى " 4/46، والبيهقي في " شعب الإيمان " (8595) ، والبغوي (2409) من طريق الشعبي، عن جرير، به.
[3] وحديث جبريل تقدم تخريجه، وهو الحديث الثاني من هذا الكتاب.
[4] أخرجه: مالك في " الموطأ " (485) برواية الليثي، والشافعي في " الرسالة " (344) وفي " مسنده "، له (116) و (117) بتحقيقي، وأحمد 1/162، والدارمي (1586) ، والبخاري 1/18 (46) و3/30 (1891) و3/235 (2678) و9/29 (6956) ، ومسلم 1/31 (11) (8) و1/32 (11) (9) ، وأبو داود (391) و (392)
و (3252) ، والبزار (933) ، والنسائي 1/226-228 و4/120 و8/118-119 وفي
" الكبرى "، له (319) (2400) و (11759) ، وابن الجارود (144) ، وابن خزيمة (306) ، وابن حبان (1724) و (3262) ، والبيهقي 1/361 و2/8 و466 و467، والبغوي (7) .
[5] قال مسلم في " التمييز ": 75: ((فأما رواية أبي سنان، عن علقمة في متن هذا الحديث إذ قال فيه: إن جبريل - عليه السلام - قال: جئت أسألك عن شرائع الإسلام فهذه زيادة مختلقة، ليست من الحروف بسبيل وإنما أدخل هذا الحرف -في رواية هذا الحديث- شرذمة زيادة في الحرف=
= مثل ضرب النعمان بن ثابت وسعيد بن سنان ومن نحا في الإرجاء نحوهما، وإنما أرادوا بذلك تصويباً في قوله في الإيمان وتعضيد الإرجاء ذلك ما لم يزد قولهم إلاّ وهناً وعن الحق إلاّ بعداً إذ زادوا في رواية الأخبار ما كفى بأهل العلم)) .
[6] سقطت من (ص) .
[7] إبراهيم: 24-25.
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست