نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي جلد : 1 صفحه : 309
قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ كَانَ يُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر فليَقُلْ خيراً أو ليَصْمُتْ)) [1] ، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مِنْ حُسْنِ إسلامِ المَرءِ تَركُهُ ما لا يَعْنِيهِ)) [2] ، وقوله للذي اختصر له في الوصية: ((لا تَغْضَبْ [3]) ) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم -
: ((المُؤْمِنُ يُحبُّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه)) [4] .
ومعنى هذا الحديث: أنَّ مِنْ حسن إسلامه تَركَ ما لا يعنيه من قولٍ وفعلٍ، واقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال، ومعنى يعنيه: أنْ تتعلق عنايتُه به، ويكونُ من مقصده ومطلوبه، والعنايةُ: شدَّةُ الاهتمام بالشيء، يقال: عناه يعنيه: إذا اهتمَّ به وطلبه، وليس المُراد أنَّه يترك ما لا عناية له به ولا إرادة بحكم الهوى وطلب النفس، بل بحكم الشرع والإسلام، ولهذا جعله من حسن الإسلام، فإذا حَسُنَ إسلامُ المرء، ترك ما لا يعنيه في الإسلام من الأقوال والأفعال، فإنَّ الإسلامَ يقتضي فعل الواجبات كما سبق ذكره في شرح حديث جبريل - عليه السلام -.
وإنَّ الإسلام الكاملَ الممدوحَ يدخل فيه تركُ المحرمات، كما قال - صلى الله عليه وسلم -
: ((المسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده)) [5] ، [1] سيأتي تخريجه عند الحديث الخامس عشر. [2] سبق تخريجه. [3] سيأتي تخريجه عند الحديث السادس عشر. [4] سيأتي تخريجه عند الحديث الثالث عشر. [5] أخرجه: أحمد 2/379، والترمذي (2627) ، والنسائي 8/104-105، وابن حبان
(180) ، والحاكم 1/10 من طرق عن أبي هريرة، به.
وأخرجه: البخاري 1/9 (10) ، ومسلم 1/47 (40) (64) ، وأبو داود (2481) ، وابن حبان (196) من طرق عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
وأخرجه: الطيالسي (1777) ، وأحمد 3/372، ومسلم 1/48 (41) (65) ، وابن حبان (197) من طرق عن جابر بن عبد الله، به.
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي جلد : 1 صفحه : 309