نام کتاب : شرح رياض الصالحين نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 351
اتبع رسول الله ولم يتبع سواه.
ولهذا عد هذان ركنا واحدا من أركان الإسلام، لأنهما يعودان إلى شئ واحد، وهو تصحيح العبادات، لان العبادات لا تصح إلا بمقتضى هاتين الشهادتين: شهادة أن لا اله إلا الله التي يكون بها الإخلاص، وان محمد رسول الله التي يكون بها الاتباع.
وقوله: ((وان محمدا رسول الله)) يجب أن تشهد بلسانك، مقرا بقلبك، أن محمدا رسول اله، أرسله إلى العالمين جميعا رحمة بالعالمين، كما قال الله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107) وأن تؤمن بان خاتم النبيين، كما قال الله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) (الأحزاب: من الآية40) فلا نبي بعده، ومن ادعى النبوة بعده فهو كافر كاذب، ومن صدقه فهو كافر. ويلزم من هذه الشهادة أن تتبعه في شرعيته وسنته، وأن لا تبتدع في دينه ما ليس منهن ولهذا نقول: أن أصحاب البدع الذين يبتدعون في شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم ما ليس منها انهم لم يحققوا شهادة: شهادة أن محمدا رسول الله! حتى وأن قالوا أننا نحبه ونعظمه، فانهم لو أحبوه تمام المحبة وعظموه تمام التعظيم ما تقدموا بين يديه، ولا ادخلوا في شريعته ما ليس منها. فالبدعة مضمونها حقيقة القد لرسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يقول هذا المبتدع: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكمل الدين ولا الشريعة، لان هناك دينا وشريعة ما جاء بها! ثم في البدعة محذور
آخر، وهو عظيم جدا، وهو انه يتضمن تكذيب
نام کتاب : شرح رياض الصالحين نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 351