الله عنه- [1] .
"قوله: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس" في رواية لمسلم: "من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله".
وعند الطبراني: "من لا يرحم من في الأرض، لا يرحمه من في السماء" ورواته ثقات.
ولأبي داود، والترمذي، والحاكم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
وفي الطبري: "من لا يرحم المسلمين لم يرحمه الله" [2] .
قلت: ومعنى هذه الروايات واحد، ففي هذه الأحاديث وأمثالها كثير، دليل على أن الرحمة صفة تقوم بمن يشاء الله من عباده، الذين يريد-جل وعلا- رحمتهم، وتتخلف عن الأشقياء، الذين لا يرحمهم الله -تعالى-.
وقد روى البخاري في " الأدب المفرد"، من حديث أبي هريرة، أن النبي-صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تنزع الرحمة إلا من شقي" [3] .
وقد علم من دين الرسل، وكتب الله تعالى، أن الله متصف بالرحمة، وليست رحمته ثوابه وجزاءه، كما يقوله أهل التحريف والمؤولة، من الأشعرية وغيرهم. [1] انظر: "أسد الغابة" (/333) ، و"الاستيعاب" (1/236) ، و"الإصابة" (1/475) ، و"سير أعلام النبلاء" (2/530) .
(2) "الفتح" (10/440) . [3] انظر: "الأدب المفرد" (ص136) ، قال محققه: أخرجه الترمذي (25) ، كتاب البر والصلة (16) بابك ما جاء في رحمة المسلمين، وأبو داود، كتاب الأدب (58) ، باب في الرحمة، وأحمد في " المسند" رقم (7988، 9700، 9941، 9946، 1064) وغيرهم، وسنده صحيح.