نام کتاب : تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 341
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن يوم عاشوراء لم يكن واجبا أصلا.
289- لحديث معاوية -رضي الله عنه- قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صام ومن شاء فليفطر" ".
رواه البخاري، ومسلم[1].
= وأخرجه الإمام أحمد 6/ 162.
توضيح:
عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر محرم الحرام.
قال القرطبي: عاشوراء معدول عن عاشر؛ للمبالغة والتعظيم، وهو في الأصل صفة لليلة العاشرة؛ لأنه مأخوذ من العشر الذي هو اسم العقد، واليوم مضاف إليها، والأكثرون على هذا وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية.
وقيل: هو اليوم التاسع. فعلى الأول: فاليوم مضاف لليلته الماضية, وعلى الثاني: هو مضاف لليلته الآتية. وقد سن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صيام التاسع والعاشر من شهر محرم الحرام من كل سنة, أو يوما قبله ويوما بعده مخالفة لليهود. ورأى بعض أهل العلم: استحباب صيام التاسع والعاشر والحادي عشر من الشهر.
انظر النهاية مادة "تسع وعشر" 1/ 189, 190 و3/ 240, وفتح الباري 4/ 245 وما بعدها. [1] البخاري في كتاب الصوم، باب "69" صوم يوم عاشوراء 2/ 250 وفيه لفظه، وفيه قصة.
ومسلم: في كتاب الصيام، باب صوم يوم عاشوراء, حديث "126" 2/ 795.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى, في الصيام.
انظر تحفة الأشراف 8/ 437.
توضيح:
قال الحافظ في الفتح 4/ 247:
قوله: "ولم يكتب عليكم صيامه ... إلخ" هو كله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، كما بينه النسائي في روايته, وقد استدل به على أنه لم يكن فرضا قط، ولا دلالة فيه لاحتمال أن يريد ولم يكتب الله عليكم صيامه على الدوام، كصيام رمضان، وغايته أنه عام خص بالأدلة الدالة على تقدم وجوبه، أو المراد أنه لم يدخل في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] ثم فسره بأنه شهر رمضان, ولا يناقض هذا الأمر السابق بصيامه الذي صار منسوخا ... ثم قال: ويؤخذ من مجموع الأحاديث أنه كان واجبا لثبوت الأمر بصومه, ثم تأكد الأمر بذلك. ثم يقول: وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم: "لما فرض رمضان ترك عاشوراء" "2/ 794 بنحوه" مع العلم بأنه ما ترك استحبابه بل هو باقٍ, فدل على أن المتروك وجوبه ... إلخ.
نام کتاب : تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 341