نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 9
خدمة للسنة الغراء, ثم وإن راقنا الانتقال إلى موقع آخر أو شاقنا تتبع الزمان فماذا هناك؟ تابعون بإحسان عظمت مهمتهم وتجاسمت مسئوليتهم باتساع دائرة التبليغ والإسماع لكل ما تحملوه عن الصحابة، وبانخراط بعض من لبسوا مسوح الكباش, وكانت قلوبهم أمر من العلقم، عجزوا عن مواجهة هذا الدين كفاحا فلم يقابلوه في ساحات الوغى، وإنما تظاهروا بقبوله واندسوا بين صفوف أبنائه، يكيدون له، ويحاولون النيل منه، فمن لهم ولكيدهم، ومن لدسهم وسمهم. وإذا قال قائلهم: "وضعت فيكم أربعة آلاف حديث، أحل فيها الحرام، وأحرم فيها الحلال" كان الإسكات لهذا الضلال، والإهلاك لهذا الوبال يتمثل في هذا الرد "يعيش لها الجهابذة" ويمثل لهم بعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهما.
لكأني أتمثل حال الإمام الجهبذ المفضال "يحيى بن معين" المتوفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وهو يجلس, وبين عينيه سجل حافل بأخبار كل من اشتغل بالرواية على مدى قرنين وثلث قرن, والرجل لا يعرف عن الراوي سنة مولده أو سنة وفاته فحسب، ولا يكتفي بمعرفة حاله في الرواية وما قيل فيه من مدح أو قدح، بل إنه يتتبع دقائق حله وترحاله وتفصيلات حياته، فيعرف من لقيهم ممن لم يلقهم، والذي لقيه ماذا أخذ عنه وماذا لم يأخذ، وتصل المعرفة بالدقائق والتفصيلات إلى حد رواية الراوي لمجرد ذكر اسمه عند صيرفي خبير بالحديث فامتخط, أو لكونه رآه يركض على
نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 9