الموت، ما انتفعوا بعيش، ولا لذوا بنوم”[1].
وأخرج ابن سعد ت 230هـ عن عوانة بن الحكم قال: كان عمرو بن العاص يقول: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه، فلما نزل به قال له ابنه عبد الله: يا أبتِ إنك كنت تقول: عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه؟ فصف لنا الموت قال”يا بنيّ الموت أجل من أن يوصف، ولكن سأصف لك منه شيئاً، أجدني كأن على عنقي جبال رضوى، وأجدني كأن في جوفي الشوك، وأجدني كأن نفسي تخرج من ثقب إبرة”[2]. [1] انظر كتاب الموت ص69. [2] طبقات ابن سعد [4]/260، وانظر سير أعلام النبلاء 3/75، وفتح الباري شرح صحيح البخاري 8/346. المطلب الثالث: سكرات الموت تحصل لكل المخلوقات
كل المخلوقات تجد سكرات الموت ويشهد لهذا عموم قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} 1، وقوله صلى الله عليه وسلم “إن للموت سكرات”2، لكن تختلف المخلوقات في درجة إحساسها بالسكرات3.
فالعبد المؤمن تخرج روحه بسهولة ويسر، ودليل ذلك ما ورد في حديث البراء ابن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن وفاة المؤمن: “ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة [وفي رواية: (3) سورة آل عمران، الآية 185. [4] سبق تخريجه في ص: 82.
(5) انظر التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة 1/50، 51.