منها دومة الجندل [1]: وكانوا ينزلونها أول يوم من ربيع الأول يجتمعون في أسواقها للبيع والشراء، والأخذ والعطاء والتبادل.
وكان أكيدر صاحب دومة الجندل يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم فيه ويستمر سوقهم إلى نصف الشهر، وربما غلب على السوق بنو كلب فيتولى أمرهم يومئذٍ بعض رؤساء بني كلب، فتقوم سوقهم إلى آخر الشهر[2].
ومنها المشقر[3]: ويرتحلون إليه من دومة الجندل، ويقوم سوقها أول يوم من جمادي الآخرة إلى آخر الشهر، ويرد إلى هذا السوق تجار فارس ببضائعهم يقطعون البحر ليتاجروا مع من يقصد هذا السوق من العرب، وكان من أنواع بيعهم في هذا السوق الملامسة[4] والإيماء[5] والهمهمة[6] ويقوم بهذا السوق رؤساء بني تميم من بني عبد الله بن زيد رهط المنذر بن ساوي، وكانوا يتلقبون بألقاب الملك، ويسيرون في معاملتهم في السوق، سيرة الملوك بدومة جندل، حيث يأخذون العشر[7]. [1] بضم أوله وفتحه حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبل طيء. انظر: معجم البلدان لياقوت (2/487) ، وهي تقع في شمال المملكة في مدينة الجوف. [2] الأزمنة والأمكنة للمرزوقي (2/161-162) ، وتاريخ اليعقوبي (1/270) ، وبلوغ الأرب (1/264-265) . [3] بضم أوله وفتح ثانيه وقافه مفتوحة مشددة وراء مهملة: قصر بالبحرين، وقيل مدينة هجر. انظر: معجم ما استعجم للبكرى (4/1232) ، ومعجم البلدان لياقوت (5/134-135) . [4] الملامسة والمماسة، هو: أن يقول إذا لمست ثوبك أو لمست ثوبي فقد وجب بكذا. انظر: القاموس (740) . [5] والإيماء: الإشارة. انظر: اللسان العرب (1/2101) . [6] الكلام الخفي. انظر: القاموس المحيط (1512) . [7] الأزمنة والأمكنة للمرزوقي (2/162-163) ، وتاريخ اليعقوبي (1/270) ، وبلوغ الأرب للألوسي (1/265-266) .