responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام نویسنده : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    جلد : 1  صفحه : 87
الثالث: أن المراد الاستفهام على سبيل الإنكار، والمعنى: أهذا ربي؟ وهذا أسلوب معروف في العربية، كقول الله تعالى: {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [1]، أي: أفهم الخالدون؟ 2
قلت: كلا التقديرين الأخيرين تطمئن إليه النفس –والله أعلم-، ويكون المعنى: أن إبراهيم كان مستدلاً على قومه، مناظراً لهم، يريد بمناظرته هذه إبطال عبادة هذه الكواكب بإقامة الحجة الواضحة، التي لا يشكل على الخصم فهمها، وبالأسلوب الحكيم الذي تتقبله النفوس وتلين معه، فبين لهم أن الكواكب لا تصلح أن تكون آلهة، فقال لهم: هذا ربي في زعمكم واعتقادكم؟ أو قال لهم بصيغة الاستفهام الإنكاري: أهذا ربي؟ فأجابوه نعم، فلما أفل بين أن هذا الآفل لا يستحق أن يكون إلهاً معبوداً بقوله: {لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} ، فلما بزغ القمر سألهم السؤال نفسه، وأجابوه بالإجابة نفسها، فلما أفل بين تعريضاً أن الالتجاء يجب أن يكون لله، وأنهم على ضلالة في عبادتهم للكواكب، فقال: {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} ، فلما بزغت الشمس سألهم السؤال نفسه، وأجابوه الإجابة نفسها، فلما أفلت بين تصريحاً أنهم على ضلالة، وأنهم مشركون بعبادتهم هذه الكواكب، وتبرأ منهم ومن شركهم، ووجههم الوجهة الصحيحة بإخلاص العبادة لله الذي خلق السموات والأرض، ثم حاجوه فيما ذهب إليه.
هذا ما ترجح عندي جمعاً بين الأدلة، والله أعلم بالصواب.

[1] سورة الأنبياء، الآية: 34.
2 "تفسير الطبري": (7/250) ، و"تفسير القرطبي": (7/26) .
نام کتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام نویسنده : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست