وفي هذا يقول الشيخ شمس الدين البديري1:
بشاشةُ وجْهِ المرْءِ خيرٌ من القِرى[2] ... فكيف بمَن يأتِي به وهو ضاحِكُ3
وعلى هذا، كانت المصافحة مع البشاشة وطلاقة الوجه خيرَ دليل على الودّ والصفاء والمحبة بين المتصافحين؛ وهذا من أوجُه حُسن الإسلام وقوّة الإيمان بالله. فإلقاء السلام إيذانٌ بالأمان قولاً، والمصافحة مع البِشْر توكيد لهذا الأمان.
ولذا كانت المصافحة من تمام التحية؛ فمِمّا رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود قولُه: "مِن تمام التحية: الأخْذُ باليد" [4]. وفي
1 شمس الدين البديري هو: محمد بن محمد شمس الدين أبو حامد البديري الحسيني الشافعي الدمياطي، من علماء مصر توفي سنة 1140هـ.
راجع: عجائب الآثار لعبد الرحمن الجبرتي 1/139. [2] قريت الضيف أقرِيهِ، وقِرى الضيف: قصْعَة أو جفنة أو عُسّ، وهو ما يُقدّم إلى الضيف.
راجع لسان العرب لابن منظور 15/174، والمصباح المنير للفيومي 2/501، والمعجم الوسيط لإبراهيم حسن الزيات صفحة 732.
3 راجع: المستطرف في كل فن مستظرف لمحمد بن أحمد الأبشيهي صفحة 856. [4] راجع: جامع الترمذي 5/75.