يَمتحِنُهنّ، عمَلاً بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} [1] - قالت عائشة: - فمَن أقرّ بهذا الشرط من المؤمنات، فقد أقرّ بالمحبّة. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقرَرْن بذلك من قولهنّ قال لهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انْطلِقْنَ. فقد بايعْتُكُنّ". لا والله! ما مسّتْ يدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قطّ؛ غير أنه بايَعَهُنّ بالكلام. والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء إلّا بما أمَر الله. يقول لهن إذا أخذ عليهن: "قد بايَعْتُكُنّ كلاماً" [2]. وفي رواية أخرى: "النبي صلى الله عليه وسلم يُبايع النساء بالكلام بهذه الآية: {لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً} ، وما مسّتْ يدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأةٍ إلا امرأة يَملكها"[3].
* ما روتْه السيدة أميمة بنت رقية[4] رضي الله عنها قالت: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نُبايعُه. فقلنا: "يا رسول الله، نبايِعُك على أن لا [1] سورة الممتحنة: الآية 10. [2] أخرجه البخاري 5/2025، ومسلم 3/1489. [3] أخرجه البخاري 6/2637، ومسلم 4/1908، والترمذي 5/411. [4] أميمة بنت رُقَيْقَة -بقافيْن مصغّرة- بنت عبد الله بن نجاد، وأمّها: رُقَيْقَة بنت خويلد بن أسد، أخت خديجة -رضي الله عتها-. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقال هي بنت بجاد بن عبد الله بن عمير بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيميّة.
راجع: الإصابة في تمييز الصحابة 7/510.