أما أسباب الانتحار: فمعظمُها تافهةٌ حقيرةٌ، لا تستدعي سوى التغافل، وغض الطّرف عنها؛ فهذا ينتحر بسبب الإخفاق في امتحان الدراسة أو الوظيفة، وذاك بسبب وفاة المطرب الذي يحبه، أو هزيمة الفريق الذي يميل إليه، وهذا ينتحر بسبب وفاة عشيقته، وهذه تنتحر بسبب تخلي عشيقها عنها، بل ومنهم من انتحر بسبب وفاة كلبه!!
بل ومنهم من ينتحر بلا سبب ظاهر، ويبقى السبب الأول للانتحار؛ وهو الكفر بالله، وما يستَتْبِعُه من الضَّنْك، والشدّة، وقلة التفكير في المصير.
والغريب في الأمر أن نسبةً كبيرةً من المنتحرين ليسوا من الفقراء حتى يقال: إنهم انتحروا لقلة ذات اليد؛ وإنما هم من الطبقات المُغْرِقة في النعيم، البعيدة الصيت والشهرة، الرفيعة في الجاه والمنصب؛ بل وينتشر الانتحار في طبقات الأطباء، والمثقفين، ومما يلفت النظر أن أشدَّ هذه البلاد تحلُّلًا وإباحية هي أكثرها انتحارًا.
ومن الأشياء التي استحدثوها للتّخفيف من الانتحارات المتزايدة - إنشاء مركز يتلقى مكالمات المُقْدِمين على الانتحار، أو من لديهم مشكلة عاطفية، أو الذين يعانون من ضيق الصدر.