والعجيب في الأمر أن يكون للانتحار مؤيدون وأنصار؛ حيث تكوَّنت في بريطانيا جمعيةٌ للمنتحرين، وأصدرت كُتيّبًا، وأَخَذَتْ توزِّعه على أعضائها الذين يحبذون، ويؤيدون حقَّ المرضى بالانتحار عندما يتألمون، وعندما يقرر الطبيب أن حالتهم ميؤوس منها!!.
وقد نصّ الكُتَيِّبُ على الوسائل السريعة وغير المؤلمة التي يمكن أن تساعد السّاعين إلى الانتحار على تنفيذ رغبتهم!
فلماذا ينتحر هؤلاء؟ ولماذا يستبدُّ بهم الألم، ويذهب بهم كل مذهب مع أن أبواب الحرية مفتوحة لهم على مصاريعها؟
والجواب: أنهم فقدوا ينبوعَ السعادة، وسببَها الأعظمَ؛ ألا وهو الإيمان بالله - عز وجل - فلم تُغْنِ عنهم حريتُهم شيئًا، ولم يجدوا ما يطفئ لَفْح الحياة، وهجيرَها، وصخبَها، فلا يكادون يحتملون أدنى مصيبة تنزل بهم.
تُرَى! لو كانت قلوبُ أولئك مطمئنةً بالإيمان أتكون حالهم هكذا؟ ولو كانوا مسلمين يؤدون الصيام على الوجه المطلوب أتكون نفوسهم ضعيفة إلى هذا الحد؟
أيها الصائمون الكرام, هذه هي حال الأمم إذا هي أبعدت عن هداية الإسلام، وأطلقت لنفسها الحرية المطلقة.