نام کتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي نویسنده : كمال الدين عبد الغني المرسي جلد : 1 صفحه : 22
أنس تثبت أزهار مدارس التعليم "الكتاتيب" في عهد الخلفاء الراشدين منها, أنه قيل لأنس بن مالك: كيف كان المؤدبون على عهد الأئمة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم, قال أنس: كان المؤدِّبُ له إجالة -إي إناء- وكل صبيٍّ يأتي كلَّ يومٍ بنوبته ماء طاهرًا فيصبونه فيها, فيمحون به ألواحهم, قال أنس: "ثم يحفرون حفرة في الأرض, فيصبون ذلك الماء فينشف"[1].
فهذه النصوص وغيرها تدل دلالةً واضحةً على أنه بدأت الكتاتيب المنظمة "المدارس" لتحفيظ القرآن وتعليم العلوم في وقتٍ مبكرٍ جدًّا, فقد كان في المدينة دار تُسَمَّى "دار القرآن", وإن بعض القراء كانوا يسكنونها ليحفظوا آي كتاب الله تعالى ويجوّدوا قراءته، ويقصدهم الناس إليها فيفيدون مما عندهم من علم الكتاب, وما حفظوا من حروفه وتلاوته[2].
وقال المستشرق "ديبس" في دائرة المعارف الإسلامية: "ويظهر أنه قد وُجِدَتْ منذ فجر الإسلام أمكنة كانوا يجتمعون فيها لاستظهار القرآن وتدراسه, ولا شكَّ في أن هذه المواضع كانت كالمدارس الأولية, يتعلمون فيها مبادئ القراءة وأصول الكتابة العربية، كما يحدثنا الواحدي, ويذكر أن عبد الله بن أم مكتوم كان يسكن دار القراءة بالمدينة"[3]. [1] آدب المعلمين لمحمد بن سحنون, ص74. [2] المصدر السابق, والتربية والتعليم في الإسلام, للدكتور محمد أسعد طلس, ط: دار العلم للملايين- بيروت سنة 1957م. [3] دائرة المعارف الإسلامية بالفرنسية "2/ 401", نقلًا عن القسم الدارسي للدكتور محمود عبد المولى, ص:62", في مقدمة كتاب آداب المعلمين.
نام کتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي نویسنده : كمال الدين عبد الغني المرسي جلد : 1 صفحه : 22