responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 152
فخرص عبد الله بن رواحة خيبر أربعين ألف وسق [1] .
ويبدو أن عبد الله كان خبيرا بخرص الثمر، وربما كان وجوده في يثرب- وهي أرض ثمر وزراعة- قد أكسبه هذه الخبرة، فاختاره النبي صلّى الله عليه وسلم للقيام بهذه المهمة، وفي هذا دلالة على تقديم أصحاب الخبرة على غيرهم في مثل هذه الوظائف، ومن هنا فقد ذكرت الروايات أن عبد الله (ت 58 هـ) كان حاذقا حازما في خرصه، نزيها عادلا في حكمه، فحاول اليهود أن يرشوه فأهدوا إليه مالا فرده عليهم وقال: «لم يبعثني النبي صلّى الله عليه وسلم لأكل أموالكم، وإنما بعثني لأقسم بينكم وبينه، ثم قال: إن شئتم عملت وعالجت وكلت لكم النصف، وإن شئتم عملتم وعالجتم وكلتم النصف، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض» [2] وفي فترة لاحقة- بعد استشهاد عبد الله في مؤتة (8 هـ) - بعث النبي صلّى الله عليه وسلم سهل بن خيثمة، والصلت بن معد يكرب، وفروة بن عمرو، فخرصوا ثمر في سنين متعاقبة [3] .
واستعمل النبي صلّى الله عليه وسلم فروة بن عمرو على غنائم خيبر حتى قسمها على مستحقيها [4] ، ويبدو أن هذه المعاملة ليهود خيبر قد استهوت بقية المناطق في شمال الجزيرة، فعندما علم أهل «فدك» بذلك، طلبوا مصالحة النبي صلّى الله عليه وسلم على ما صالح عليه أهل خيبر، فبعث النبي صلّى الله عليه وسلم إليهم (محيصة بن مسعود) ، فصالحهم تاركا الأرض بأيديهم معاملة على نصف ما تخرج من ثمر [5] ، وصارت فدك فيئا خالصا للرسول صلّى الله عليه وسلم يضعه حيث يشاء؛ لأنه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب [6] .
وفي السنة السابعة للهجرة أتى النبي صلّى الله عليه وسلم وادي القرى، فدعا أهلها إلى الإسلام فرفضوا ذلك، فقاتلهم النبي صلّى الله عليه وسلم حتى فتحها عنوة، وغنم الرسول صلّى الله عليه وسلم الأموال والمتاع والأثاث، فخمس الرسول صلّى الله عليه وسلم ذلك، وتركت الأرض بيد أهلها وعاملهم على أساس ما عامل به أهل خيبر وأهل فدك [7] .

[1] أبو عبيد، الأموال (ص 109) .
[2] الزهري، المغازي (ص 84) . أبو يوسف، الخراج (ص 51) . البلاذري، فتوح (ص 35) . المسعودي، التنبيه والإشراف (ص 222) .
[3] الكتاني، التراتيب الإدارية (ج 1، ص 400) .
[4] ابن سعد، الطبقات (ج 2، ص 107) . المقريزي، إمتاع (ص 302- 323) .
[5] الواقدي، المغازي (ج 2، ص 707) . أبو عبيد، الأموال (ص 173- 176) . البلاذري، فتوح (ص 41) . الطبري، تاريخ (ج 3، ص 20) . الماوردي، الأحكام (ص 170) .
[6] السيوطي، لباب النقول (ص 208) .
[7] الواقدي، المغازي (ج 2، ص 711) . البلاذري، فتوح (ص 47) .
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست