نام کتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 139
متنازعون في النفوس الفلكية هل هي أعراض أو جواهر فجمهورهم يقول هي أعراض ولكن ابن سينا وطائفة قالوا هي جواهر كنفوس الآدميين.
وهؤلاء المتأخرون كابن سينا وأتباعه خَلَطوا الفلسفة بما أخذوه من كلام المتكلمين الجهمية من المعتزلة وغيرهم وسلكوا في إثبات الأول طريقة الوجود وقالوا الوجود إما واجب وإما ممكن ولا بد للممكن من واجب أخذوا ذلك من قول هؤلاء المتكلمين إن الموجود إما قديم وإما مُحْدَث ولا بُد للمحدَث من قديم.
وإلا فأئمتهم كأرسطو وأتباعه لم يثبتوا الأول إلا بالحركة الفلكية فقالوا هي حركة شَوْقية إرادية فلا بدَّ لها من مراد تُحِبّ التشبه به وهو يُحركها حركة المعشوق لعاشقه.
وهذا الكلام ليس فيه إثبات أن واجب الوجود علة فاعلة لما سواه وإنما فيه أنه عِلة غائية بمعنى التشبُّه به ولهذا قالوا الفلسفة هي التشبُّه بالإله على قدر الطاقة.
والمتقدمون لم يُسَمُّوه واجب الوجود وما سواه ممكن الوجود وإنما سموه العِلَّة الأولى والمبدأ والممكن عندهم لا يقال إلا للمحدَث الذي يمكن وجوده ويمكن عدمه فأما ما كان دائمَ الوجود كالفلك عندهم فلا يسمونه ممكنًا وإنما هذا اصطلاح ابن سينا
نام کتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 139