نام کتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 211
صفات الكمال بل إذا كان العبد يذكر الله ويعرفه معرفةً مفصلة متناولةً لأسمائه الحسنى وصفاته العلى وشهد المخلوقات يدبرها الخالق ويُصَرِّفها بمشيئته كما هو الأمر عليه في نفسه كان هذا المشهد أكمل وأتمّ من مشهد أهل الفناء والاصطلام.
وقد قدَّمنا أن لفظة الفناء تطلق على ثلاثة أمور:
أحدها أن يفنى العبدُ بعبادته عن عبادة ما سواه وبحبه عن حبِّ ما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه وبرجائه عن رجاء ما سواه وبخوفه عن خوف ما سواه فهذا أهل التوحيد والإخلاص كالرسل وأتباع الرسل وهذا هو أصل ملة إبراهيم وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله.
وهذا الفناء مقرون بالبقاء فإن نفي إلهيَّةِ ما سوى الله مقرون بإثبات إلهيته سبحانه وتعالى وفي هذا الفناء تكلم طائفةٌ من أكابر المشايخ كالشيخ عبد القادر وغيره فيأمرون الإنسان أن يفنى عن هواه وعن الالتفات إلى الخلق بالإخلاص لله والعمل بما أمر به ويبينون أن أصول السلوك ثلاثة أمور فعل المأمور وترك المحظور والصبر على المقدور.
والأمر الثاني من المعاني التي يعبِّرون عنها بلفظ الفناء هو الفناء عن شهود السِّوى وهو أن يفنى بمعبوده عن عبادته وبمعروفه عن معرفته ويسمَّى الاصطلام المَحْو وهذا خيال يعرض لبعض السالكين وهو حالٌ ناقِص ليس هو الغاية ولا يعرض للكاملين كنبينا صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وهذا كحال الغَشْي
نام کتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 211