نام کتاب : قاعدة في الصبر نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 93
فهذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، لأن النفس تستشعر المؤذي لها1، وهي تكره الغلبة، فتطلب الانتقام، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصديقون، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أوذي يقول: يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر[2] وأخبر عن نبي من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" [3] وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه جرى له هذا مع قومه [فجعل يقول مثل ذلك] [4]، فجمع في هذا ثلاثة أمور: العفو عنهم، والاستغفار لهم، والاعتذار عنهم بأنهم لا يعلمون، وهذا النوع من الصبر عاقبته النصر والعز[5] والسرور والأمن والقوة في ذات الله، وزيادة محبة الله ومحبة الناس له وزيادة العلم، ولهذا قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا
(لها) ساقطة من (ب) . [2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب (28) ، رقم (3405) .
ومسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم (3/109) . [3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب (54) رقم (3477) .
ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد، باب غزوة أحد (5/179) . [4] ساقط من (أ) .
وهذا الحديث رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين بالجعرانة ازدحموا عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عبداً من عباد الله بعثه الله إلى قومه فضربوه وشجوه قال: فجعل يمسح الدم عن جبهته ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. قال عبد الله: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عن جبهته يحكي الرجل ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، أخرجه الإمام أحمد في المسند (7/ 376) برقم (4366) ،ط. مؤسسة الرسالة وقال محققه: صحيح لغيره. [5] في (ب) : (والنصر والهدى) .
نام کتاب : قاعدة في الصبر نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 93