responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 21
قَالُوا وَنحن لَا نقلد هَؤُلَاءِ وَلَا نعتمد على مَا حكى عَنْهُم وَالْحجّة الصَّحِيحَة حكم بَين المتنازعين قَالُوا وَقد ذكرنَا على هَذَا القَوْل مَا فِيهِ كِفَايَة واما الْجَواب الْمفصل فَنحْن نتكلم على مَا ذكرْتُمْ من الْحجَج لينكشف وَجه الصَّوَاب فَنَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق اما استدلالكم بِحَدِيث ابي هُرَيْرَة وَحُذَيْفَة حِين يَقُول النَّاس لادم استفتح لنا الْجنَّة فَيَقُول وَهل اخرجكم مِنْهَا الا خَطِيئَة ابيكم فَهَذَا الحَدِيث لَا يدل على ان الْجنَّة الَّتِي طلبُوا مِنْهُ ان يستفتحها لَهُم هِيَ الَّتِي أخرج مِنْهَا بِعَينهَا فَإِن الْجنَّة اسْم جنس فَكل بُسْتَان يُسمى جنَّة كَمَا قَالَ تَعَالَى انا بلوناهم كَمَا بلونا اصحاب الْجنَّة إِذْ اقسموا ليصرمنها مصبحين وَقَالَ تَعَالَى وَقَالُوا لن نؤمن لَك حَتَّى تفجر لنا من الارض ينبوعا اَوْ تكون لَك جنَّة من نخيل وعنب وَقَالَ تَعَالَى وَمثل الَّذين يُنْفقُونَ اموالهم ابْتِغَاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كَمثل جنَّة بِرَبْوَةٍ وَقَالَ تَعَالَى وَاضْرِبْ لَهُم مثلا رجلَيْنِ جعلنَا لاحدهما جنتين من اعناب وحففناهما بِنَخْل الى قَوْله وَلَوْلَا إِذْ دخلت جنتك قلت مَا شَاءَ الله لَا قُوَّة الا بِاللَّه فَإِن الْجنَّة اسْم جنس فهم لما طلبُوا من آدم ان يستفتح لَهُم جنَّة الْخلد اخبرهم بِأَنَّهُ لَا يحسن مِنْهُ ان يقدم على ذَلِك وَقد اخْرُج نَفسه وَذريته من الْجنَّة الَّتِي اسكنه الله اياها بِذَنبِهِ وخطيئته هَذَا الَّذِي دلّ عَلَيْهِ الحَدِيث وَأما كَون الْجنَّة الَّتِي اخْرُج مِنْهَا هِيَ بِعَينهَا الَّتِي طلبُوا مِنْهُ ان يستفتحها لَهُم فَلَا يدل الحَدِيث عَلَيْهِ بِشَيْء من وُجُوه الدلالات الثَّلَاث وَلَو دلّ عَلَيْهِ لوَجَبَ الْمصير الى مَدْلُول الحَدِيث وَامْتنع القَوْل بمخالفته وَهل مدارنا الا على فهم مُقْتَضى كَلَام الصَّادِق المصدوق صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ قَالُوا وَأما استدلالكم بالهبوط وَأَنه نزُول من علو الى سفل فَجَوَابه من وَجْهَيْن احدهما ان الهبوط قد استنقل فِي النقلَة من ارْض الى ارْض كَمَا يُقَال هَبَط فلَان بلد كَذَا وَكَذَا وَقَالَ تَعَالَى اهبطوا مصرا فَإِن لكم مَا سَأَلْتُم وَهَذَا كثير فِي نظم الْعَرَب ونثرها قَالَ:
إِن تهبطين بِلَاد قو ... م يرتعون من الطلاح وَقد روى ابو صَالح عَن ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا قَالَ هُوَ كَمَا يُقَال هَبَط فلَان ارْض كَذَا وَكَذَا الثَّانِي انا لَا ننازعكم فِي ان الهبوط حَقِيقَة مَا ذكرتموه وَلَكِن من ايْنَ يلْزم ان تكون الْجنَّة الَّتِي مِنْهَا الهبوط فَوق السَّمَوَات فَإِذا كَانَت فِي أَعلَى الارض اما يَصح ان يُقَال هَبَط مِنْهَا كَمَا يهْبط الْحجر من اعلى الْجَبَل الى اسفله وَنَحْوه وَأما قَوْله تَعَالَى وَلكم فِي الارض مستقرومتاع الى حِين فَهَذَا يدل على ان الارض الَّتِي اهبطوا اليها لَهُم فِيهَا مُسْتَقر ومتاع الى حِين وَلَا يدل على انهم لم يَكُونُوا فِي جنَّة عالية اعلى من الارض الَّتِي اهبطوا اليها تخَالف الارض

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست