responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 102
فاح ضجت المشام[1]، فما هذا الضجيج من فوات كما الأغراض أمملوكة أنت أم حرة؟! أما علمت أنك في دار التكليف؟!
وهذا الخطاب ينبغي أن يكون للجهاد فأين دعواك المعرفة؟!
أتراه لو هبت نفخة فأخذت البصر كيف كانت تطيب لك الدنيا؟!
وا أسفا عليك! لقد عشيت البصيرة التي هي أشرف، وما علمت كم أقول: عسى، ولعل، وأنت في الخطأ إلى قدام.
قربت سفينة العمر من ساحل القبر ومالك في المركب بضاعة تربح، تلاعبت في بحر العمر ريح الضعف؛ فغرقت تلفيق القوى، وكأن قد فصلت المركب، بلغت نهاية الأجل وعين هواك تتلفت إلى الصبا!
بالله عليك لا تشمتي بك الأعداء!
هذا أقل الأقسام، وأوفى منها أن أقول: بالله عليك لا يفوتنك قدم سابق مع قدرتك على قطع المضمار.
الخلوة الخلوة، واستحضري قرين العقل، وجولي في حيرة الفكر، واستدركي صبابة الأجل قبل أن تميل بك الصبابة[2]عن الصواب.
واعجبا! كلما صعد العمر نزلت! وكلما جد الموت هزلت!
أتراك ممن ختم له بفتنة، وقضيت عليه عند آخر عمره المحنة؟!
كان أول عمرك خيرا من الأخير، كنت في زمن الشباب أصلح في زمن أيام المشيب ... {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت43] .

[1] المشام: الأنوف.
[2] صُبابة الأجل: بقية العمر، والصَبابة: الهوى.
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست