وفيهما فصل الخطاب، وقطع كل جواب، والرد على كل اعتراض.
فلا يليق ـ إذا ـ أن تخلوا الموعظة من إيراد الآيات والأحاديث فيها.
وكانوا يسمون الخطبة التي تخلوا من ذلك: "الشوهاء".
قال الجاحظ: "وعلى أن خطباء السلف الطيب، وأهل البيان من التابعين بإحسان ما زالوا يسمون الخطبة التي لم تبتدئ بالتحميد، وتستفتح بالتحميد: "البتراء".
ويسمون التي لم توشح بالقرآن، وتزين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: "الشوهاء".
وقال عمران بن حطان: خطبت عند زياد خطبة ظننت أني لم أقصر فيها عن غاية، ولم أدع لطاعن علة؛ فمررت ببعض المجالس، فسمعت شيخا يقول: هذا الفتى أخطب العرب لو كان في خطبته شيء من القرآن.
وخطب أعرابي، فلما أعجله بعض الأمر عن التصدير بالتحميد، والاستفتاح بالتمجيد قال: "أما بعد بغير ملالة لذكر الله، ولا إيثار غيره عليه فإنا نقول: بكذا، ونسأل كذا"؛ فرارا من أن تكون خطبته بتراء، أو شوهاء"[1].
34ـ سوق القصص الصحيحة المؤثرة: فالقصص تحمل في طياتها الدروس، والعبر، كما أنها سبيل التأسي، وطريق النظر في العواقب.
والقرآن الكريم حافل بالقصص التي وردت في مواضع متعددة، وفي سياقات مختلفة.
ومن تلك القصص قصص الأنبياء ـ عليهم السلام ـ كقصة نوح، وإبراهيم، ويوسق، وموسى، وعيسى، وغيرهم. [1] البيان والتبيين2/6.