responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 94
يناسب الموعظة؛ لأنها تلقى على عامة، وقد يكون ذلك مضلة لأفهامهم، مبعدا لهم عن الهدى.
48ـ الاعتدال في الطرح، والحذر من المبالغة وتضخيم الأمور: فيحسن بالواعظ أن يكون متزنا في طرحه بعيدا عن التهويل والتهوين؛ لأن الحقيقة تضيع بين ذلك، والعرب تقول في أمثالها: "خير الناس هذا النمط الأوسط" يعني بين المقصر والغالي[1].
ومما يدل على حكمة الواعظ، ورجحان عقله، وحرصه على الحقيقة ـ لزومه الاعتدال، وألا يسرف في مدح ولا ذم، ولا في وعد ولا وعيد؛ فإن الإسراف مظنة الكذب، والاعتدال مظنة الصدق.
49ـ انشراح الصدر للنقد الهادف: فالواعظ المخلص من يسعى لإرضاء الله ـ جل وعلا ـ فتراه يبذل كل سبب في سبيل نفع الناس؛ ابتغاء الأجر من الله؛ ولهذا لا تراه يتأذى من ملحوظة تقدم إليه ولو صاغها مقدمها في جفاء وغلظة؛ بل تراه يفرح بالنقد الهادف كفرحه بالثناء الصدق، بل ربما طلب ذلك من غيره، وهذا مما يرفع قدره، ويرتقي بعلمه، ووعظه.
وهذا هو دأب الأكابر والعظماء.
وقال عمر بن عبد العزيز لمولاه مزاحم ـ رحمهما الله ـ "إن الولاة جعلوا العيون على العوام، وأنا أجعلك عيني على نفسي؛ فإن سمعت مني كلمة تربأ بي عنها، أو أفعالا لا تحبها ـ فعظني عنده، وانهني عنه"[2].
50ـ الإقبال على الله، وإحسان معاملته ـ عز وجل ـ فذلك من أعظم الأسرار لنجاح الواعظ، ومن أكبر أسباب توفيقه وإعانته، وإقبال الناس عليه،

[1] مجمع الأمثال للميداني 1/432.
[2] عيون الأخبار2/18.
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست