نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 66
طرفة عين، ومن يعلم أنه إن حرمه هلك, ثم إن قدرت على أن تجاوز ذلك إلى التفقه[1] في الدين والعبادة, فهو أفضل, وأكمل.
وأصل الأمر في صلاح الجسد ألا تحمل عليه من المآكل والمشارب والباه إلا خفافًا[2]، ثم إن قدرت على أن تعلم جميع منافع الجسد, ومضاره, والانتفاع بذلك كله, فهو أفضل.
وأصل الأمر في البأس والشجاعة ألا تحدث نفسك بالإدبار[3]، وأصحابك مقبلون على عدوهم, ثم إن قدرت على أن تكون أول حامل وآخر منصرف، من غير تضييع للحذر[4]، فهو أفضل.
وأصل الأمر في الجود ألا تضن بالحقوق على أهلها, ثم إن قدرات أن تزيد ذا الحق على حقه, وتطول[5] على من لا حق له, فافعل, فهو أفضل.
وأصل الأمر في الكلام أن تسلم من السقط[6] بالتحفظ, ثم إن قدرت على بارع الصواب, فهو أفضل.
وأصل الأمر في المعيشة ألا تَنِيَ[7] عن طلب الحلال، وأن [1] تفقه في الدين: صار عالمًا به. [2] الباه: النكاح، الخفاف: الخفيف. [3] الإدبار: الفرار. [4] الحذر: الاحتراز من الشيء. [5] تطول: من طال على فلان: امتن عليه, وأنعم. [6] السقط: الخطأ. [7] تني، من: ونى الرجل في الأمر: فتر وضعف.
نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 66