نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 67
تحسن التقدير لما تفيد[1], وما تنفق, ولا يغرنك من ذلك سعة تكون فيها, فإن أعظم الناس في الدنيا خطرًا[2] أحوجهم إلى التقدير، والملوك أحوج إليه من السوقة[3]؛ لأن السوقة قد تعيش بغير مال، والملوك لا قوام[4] لهم إلا بالمال, ثم إن قدرت على الرفق واللطف في الطلب, والعلم بوجوه المطالب, فهو أفضل.
وأنا واعظك في أشياء من الأخلاق اللطيفة, والأمور الغامضة التي لو حنكتك[5] سن كنت خليقًا أن تعلمها، وإن لم تخبر عنها.
ولكنني قد أحببت أن أقدم إليك فيها قولًا؛ لتروض[6] نفسك على محاسنها, قبل أن تجري على عادة مساوئها, فإن الإنسان قد تبتدر إليه[7] في شبيته المساوئ، وقد يغلب عليه ما بدر إليه منها للعادة. وإن لترك العادة مؤونة شديدة, ورياضة صعبة. [1] تفيد: تستفيد. [2] الخطر: الشرف, وارتفاع القدر. [3] السوقة: الرعية التي يسوسها الولاة. [4] قوام الأمر: نظامه وعماده الذي يقوم به. [5] حنكتك: راضتك, وهذبتك. [6] راضه: ذلَّلَهُ, وجعله مطيعًا. [7] تبتدر إليه: تسبق إليه.
نام کتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير نویسنده : ابن المقفع جلد : 1 صفحه : 67