ولما كانت الرقية في هذا الحديث بفاتحة الكتاب، فقد نقل ابن حجر رحمه الله في شرحه للحديث، عن ابن القيم رحمه الله، خصائص هذه السورة فقال: "إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع - قلت - ويقصد - ببعض الكلام هو ما ثبت عن رسول الله أو أقره من الدعوات في الرقية -" قال: "فما الظن بكلام رب العالمين، ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا في غيره من الكتب مثلها، لتضمنها جميع معاني الكتاب، فقد اشتملت على ذكر أصول أسماء الله ومجامعها، وإثبات المعاد، وذكر التوحيد، والافتقار إلى الرب في طلب الإعانة به، والهداية منه، وذكر أفضل الدعاء، وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم، المتضمن كمال معرفته وتوحيده، وعبادته، بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، والاستقامة عليه، ولتضمنها ذكر أصناف الخلائق وقسمتهم إلى منعم عليه لمعرفته بالحق والعمل به، ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته.
وضال لعدم معرفته له، مع ما تضمنته من إثبات القدر، والشرع والأسماء والمعاد والتوبة، وتزكية النفس، وصلاح القلب، والرد على جميع أهل البدع. وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من كل داء[1]، والله أعلم.
ثم يتابع الإمام البخاري رحمه الله أبواب الرقية فيقول "باب رقية العين" ويورد حديث عائشة رضي الله عنها، قالت؟: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم - أو أمر - أن يسترقى من العين.
وحديث أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة" 2. [1] فتح الباري 10/198.
2البخاري، فتح الباري 5 99/1 1 ح 5738، 739؟