أتباعه إلى كل خير، ويهديهم إلى السعادة، ويدلهم على أسباب القوة والعزة والتمكين.
“ قصة نزول آية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [1] في يوم عرفة، وبيان عظمتها “
أمة الإسلام، أمة القرآن، في هذا اليوم المبارك وأمة الإسلام يتذكرون عظيم نعم الله عليهم، وعظيم فضل الله عليهم، وعظيم كرم الله عليهم، حيث أنزل على نبينا -صلى الله عليه وسلم- آية في كتاب الله ازداد بها المؤمنون عزا وفخرا، وازداد بها الحاقدون على الإسلام غيظا وحنقا؛ أنزل الله في هذا اليوم المبارك قوله -عز وجل-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [2] ، هذه الآية نالت بها الأمة المحمدية المجد والسؤدد والفخر، نالت بها العزة والظهور على العالمين، إنها آية عظيمة لم يستطع أعداء الإسلام أن يخفوا حقدهم وغيظهم على المسلمين بإنزالها؛ عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن «رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: أي آية؟ قال:، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم بعرفة يوم جمعة [4] »
أجل إنها نعمة لم تنلها أمة قبلكم، ولن يحوزها أحد غيركم من الأمم، كل شريعة لنبي من أنبياء الله خاصة ببيئته وخاصة بقومه، أما شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- فإلى الثقلين الإنس والجن إلى قيام الساعة، فقد أكمل الله الدين، وأتم [1] سورة المائدة الآية 3 [2] سورة المائدة الآية 3
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الإيمان، باب: زيادة الإيمان ونقصانه، (فتح الباري 1\141، ح 45) ، ومسلم في صحيحه 4 \2313، كتاب: التفسير، باب: (بدون) ، ح (3017) ، واللفظ لمسلم [4] سورة المائدة الآية 3 (3) {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}