النعمة، ورضي الإسلام دينا، فلنرض بما رضي الله لنا، ولنحمد الله على هذه النعمة والفضل، ونسأله الثبات على الإسلام إلى أن نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين.
أمة الإسلام، يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، يا خير الأمم وأكرمها وأفضلها على الله، يا من فضلكم الله بأفضل نبي، وأكرم كتاب، وأكمل شريعة، اعلموا أن هذا الفضل العظيم لن تنالوه إلا إذا حكمتم شرع الله، وعملتم بهذا الدين، وتآلفت عليه قلوبكم واجتمعت عليه كلمتكم.
“ سعي أعداء الأمة لتشتيت شملها وتفريق صفوفها، وحقدهم على الإسلام وأهله “
إن أعداءكم يا أمة الإسلام يحاولون تفريق شملكم وتشتيت صفوفكم، وإيقاع العداوة والبغضاء بينكم، يحاولون أن يضربوا بعضكم ببعض، يحاولون أن يسلطوا بعضكم على بعض، فاحذروا مكايدهم، واحذروا ضلالاتهم، إنهم يعلمون أن اجتماعكم واعتصامكم بدين الله وتآلف قلوبكم قوة لا تغلبها قوة، لا يستطيع أي عدو أن يحطمها، فتمسكوا بهذا الدين واعملوا به واجتمعوا عليه لعلكم تفلحون.
أمة الإسلام، إن أعداءكم يتمنون من قلوبهم أن تتركوا دينكم، أن تفارقوا إسلامكم، يقول الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [1] ، لأن تمسككم بإسلامكم حصن حصين يقيكم مكايد الأعداء وشرورهم، وإن كل فرقة واختلاف فإنما ذلك قوة لعدوكم عليكم، أنتم خير الأمم وأكرمها على الله، أنتم مؤهلون لقيادة البشرية كما قال الله -جل وعلا-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [2] ، وقال -سبحانه-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [3] .
فحذار حذار أمة الإسلام من مكايد أعداء الإسلام، إنهم ينسبون كل [1] سورة النساء الآية 89 [2] سورة آل عمران الآية 110 [3] سورة البقرة الآية 143