ضعف وتخلف للأمة، ينسبونه إلى تمسكنا بديننا واعتصامنا به، وهذا من الكذب والافتراء، فالدين يدعونا للقوة والعزة والعمل بالأسباب النافعة، والأخذ بكل نافع مفيد في مصالح دنيانا مما لا يتنافى مع ديننا، قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [1] ، وقال –سبحانه-: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [2] .
أمة الإسلام، إن أعداءكم يحاولون أن يوجدوا بينكم البغضاء والعداوة، ويشتتوا شملكم ويحدثوا بينكم فرقة واختلافا، فحذار من مكايد أعدائكم، حذار من ضلالاتهم، حذار من إيحاءاتهم الباطلة، إنهم ينسبون الأمة الإسلامية إلى التخلف والرجعية، ليفتوا من عضدها، ويقللوا من شأنها، والأمة متى عادت إلى رشدها وتمسكت بدينها واعتصمت بوحي الله، فإنها بتوفيق الله ستقف أمام مكائد الأعداء ولا يضرها شيء بتوفيق الله وعزته وقوته.
النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال: من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا [3] » فإذا فعلوا ذلك فإن العدو سيسلط عليهم ويفكك شملهم، ويجعلهم أمة تابعة له، فاحذروا يا عباد الله ذلك، وتمسكوا بدين الله واجتمعوا عليه لعلكم تفلحون. [1] سورة التوبة الآية 105 [2] سورة سبأ الآية 13 [3] أخرجه مسلم في صحيحه 4\2215، كتاب: الفتن وأشراط الساعة، باب: هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، ح (2889)