“ فضل البلد الحرام وذكر بعض مما خصه الله تعالى به “
أمة الإسلام، أمة القرآن، إن الله -جل جلاله- لما خلق الأرض اختار منها البلد الحرام، فجعله خير بقاع الأرض وأشرفها وأفضلها، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [1] ، اختار البلد الأمين فخصه بخصائص لم تكن لغيره من بقاع الأرض.
ومن ذلك أن الله -جل جلاله- جعله مثابة للناس، أودع في قلوب المؤمنين حب بيت الله الحرام والشوق إلى بيت الله الحرام، فما زاره مسلم إلا وفي قلبه حب وتطلع بأن يعود إلى البيت الحرام ثانية.
جعله الله حرما آمنا لا يسفك فيه دم، ولا ينفر فيه صيد، ولا يختلى خلاه، ولا تلتقط لقطته إلا لمن كان معرفا لها.
أوجب الله على المسلمين استقباله في مشارق الأرض ومغاربها، يقول الله -عز وجل-: {الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [2] .
وألزم المسلم أن يزوره في عمره مرة، ليطوف به لله ويصلي إليه لله، عهد الله ببناء هذا البيت إلى نبيين من أنبيائه: إبراهيم، وإسماعيل -عليهما السلام-، قام على إخلاص الدين لله، {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [3] ، فليس في الدنيا بيت يشرع الطواف به إلا بيت الله الحرام، ليس في الدنيا موضع يشرع تقبيله واستلامه إلا الحجر الأسود أو استلام الركن اليماني.
“ لا يشرع للمسلم الطواف بقبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد نهى -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك أشد النهي “
أمة الإسلام، هذا شيء من فضل الله وما خص به هذا البيت العتيق، إن كل مسلم يعلم أن أشرف قبر يحوي أشرف جسد هو قبر محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويا ترى هل شرع للمسلمين أن يطوفوا بقبره ويتخذوه كالبلد الأمين [1] سورة القصص الآية 68 [2] سورة البقرة الآية 144 [3] سورة الحج الآية 26