العاشر ويوم الحادي عشر ويوم الثاني عشر، فقال الله تعالى: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [1] .
أيها المسلم، إن كنت قادرا بنفسك على رمي الجمار فذاك أفضل مع احترام إخوانك وعدم إلحاق الضرر والأذى بهم، وإن كنت عاجزا عن الرمي لمرض أو كبر، أو كانت امرأة ربما يشق الرمي عليها، فجائز أن توكل غيرها ليرمي عنها، والنائب في الرمي يرمي الأولى عن نفسه ثم عن موكله، ثم يرمي الوسطى عن نفسه ثم عن موكله، ثم يرمي العقبة عن نفسه ثم عن موكله، ومن شق عليه الرمي في اليوم الحادي عشر وأخره إلى الثاني عشر أو الثالث عشر فالكل جائز؛ لأن الله يقول: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [2] ، وقبل انصرافك من مكة أخي الحاج طف طواف الوداع مودعا بيت الله، سائلا الله القبول والتوفيق والهداية.
“ أداء فريضة الحج لا يسقط بقية واجبات الإسلام “
حجاج بيت الله الحرام، إن حج بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام، قد يتصور البعض من الناس أن حج بيت الله يسقط عنه واجبات الإسلام وتكاليف الشريعة، فيظن أنه إذا حج وترك فرائض الإسلام فلا شيء عليه، وذاك من وساوس الشيطان.
“ ينبغي للحاج أن يجعل حجه نقلة من الشر إلى الخير ومن الفساد إلى الصلاح “
فيا أيها الحاج المسلم، اتق الله في حجك، واجعل حجك نقلة لك من شر إلى خير، ومن فساد إلى صلاح، ومن انحراف إلى استقامة، واسأل الله المزيد من فضله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه [3] » وقال: «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة [4] » [1] سورة البقرة الآية 203 [2] سورة البقرة الآية 203 [3] أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وسبق تخريجه في خطبة عام (1407 هـ) ، الهامش (8) [4] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: الحج، باب: وجوب العمرة وفضلها، (فتح الباري 3 \761، ح1733)