[ضرر تفريق الكلمة] ضرر تفريق الكلمة الخطبة الأولى: الحمد لله رب العالمين والحمد لله الذي هدانا لدين الإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى، وله الحكم وإليه ترجعون. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين {شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا - وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45 - 46] صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه ودعا بدعوته. أما بعد: فإن الله تعالى خلق الإنسان وجعل فيه مقومات الفهم والتمييز، والعقل والإدراك، فهو يعرف النافع من الضار، والطيب من الخبيث، وأعطاه قوة عملية، يختار بها، فبرغبته يختار، وبإدراكه يميز، وطريق الله مستقيم، ومعتدل واضح منير، على اتجاه واحد، إلى رب العالمين، وما عداه فطرق منحرفة ملتوية معوجة. لها فروع ومنافذ، تؤدي إلى متاهات، وظلمات، وكل إنسان بقدرته الاختيارية يختار الطريق التي يسلكها في هذه الحياة، ولن يخرج عن النظام القدري العام: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له» [1] . [1] إشارة إلى حديث عمران بن الحصين رضي الله عنهما، أخرجه الشيخان في صحيحيهما: البخاري برقم (7551) التوحيد باب (54) : 13 / 521 (الفتح) ، ومسلم في الصحيح رقم (6) ، (7) ، (8) كتاب (القدر) من هذا الوجه واللفظ.