responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 196
النتائج الأخلاقية. والواقع أن ذاتنا غير المنقسمة هي التي تتركز جملة في القرار، في هذه اللحظة الحاسمة، فهي التي تحكم نهائيًّا على قيمة هذا الهدف أو ذاك، وهي التي ترجح دافعًا على آخر. وليس من النادر بالنسبة إلى الجانب الأضعف سلاحًا خلال المداولة -أن يحرز قصب السبق في القضية، بفضل معروف يريد قاضينا أن يسديه إليه في النهاية. وإذن فهذه الذات العليا ترقب دائمًا التأثير الطبيعي لملكاتها وقواها، وموضعها منها كموضع سائق القطار خلف ماكينته، أوتي القدرة على أن يتدخل في كل لحظة لإيقافها، أو تغيير سرعتها، أو اتجاهها.
وهكذا نستطيع أن نوجه اختيارنا، بأعظم ما نريد له من تنوع، دون أن ننتهك قوانين الطبيعة الظاهرة أو الباطنة، بل وبمساعدة هذه القوانين. نستطيع مثلًا أن نحرك خيالنا ليمثل لنا بصورة أوضح وأدق -موضوع العمل الذي أحالته العادة أو الغريزة إلى مخطط غامض مختلط، ونستطيع أن نقرب من بؤرة شعورنا ما سبق أن رفضه في خلفيته، وأن نركز فيه انتباهنا، وأن نقوم أسبابه، وإذا لم نكشف لصالحه قيمًا داخلية أوردنا له قيمًا أخرى، شخصية محضة، وألححنا بكل ثقلنا، بحيث نحول إرادتنا عن مجراها الحالي لتختار طريقًا جديدة. وهي حتمية أيضًا، لو أردنا[1]، ولكن بشرط أن تكون "محدَّدة"، لا "محدِّدة" "محكومة لا حاكمة، مقضية لا قاضية"، إنها ليست النير الذي نتحمله بخضوع يشبه خضوع الرهابنة، ولكنها آلة ذات حدين، نستطيع أن نمسك بها من كلا طرفيها،

[1] وأقول: لو أردنا ... إذ الواقع أن الملكات الأخرى المسخرة لا تحدد بذاتها وحدها الإرادة مطلقًا. بل كل دورها أنها تيسر لها الممارسة، وتتيح لها فرصة أكبر كي تستعلن وبالرغم من كل شيء أستطيع أن أقول: نعم، ولكن لا أريد. ولكي أحافظ على وضعي. وأبقى ممتنعًا أمام جميع المثيرات، سوف يكون أمامي دائمًا فرصة لأستعمل هذه الوسيلة الفعالة للمقاومة، التي تتمثل في أن أحول عنها نظراتي، وأفكر في أشياء أخرى.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست