responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 202
غير موجودة عند الإنسان من كل وجه، فإذا هي على العكس تثبتها آراء خصومهم في كل مكان، حيثما وجد قرار تنعقد عليه النية، ومهما يكن من إكراه الطبيعة، الذي لا يقاوم في الظاهر، سواء أكان إكراهًا ماديًّا، أم اجتماعيًّا، أم نفسيًّا.
فما موقف القرآن الآن في مواجهة المشكلة؟
لنذكر أولًا عنصرين جوهريين للإجابة، صادفناهما في النص، أثناء هذا العرض:
1- غيبية أفعالنا المستقبلة: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [1].
2- قدرة الإنسان على أن يحسن أو يفسد كيانه الجواني: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [2].
ونضيف الآن عنصرين آخرين:
3- عجز جميع المثيرات عن أن تمارس إكراهًا واقعيًّا على قراراتنا.
والواقع أن القرآن يذكرنا في مواضع كثيرة بهذه الحقيقة، فإن أكثر نصائح الحكمة إقناعًا، وأقوى دعوات الشر إغراء -لا تحدث أدنى تأثير في سلوكنا، دون أن يكون لإرادتنا انبعاث حر، لتقبلهما أو لرفضهما. والقرآن يقرر على لسان الشيطان: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} [3]. ويقول: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ، لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [4].
4- الإدانة القاسية للأعمال الناشئة عن الهوى، أو التقليد الأعمى، يقول القرآن: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [5]. ويقول: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ، فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} [6].

[1] لقمان: 34.
[2] الشمس: 9-10.
[3] إبراهيم: 22.
[4] المدثر: 37-38.
[5] الأعراف: 176.
[6] الصافات: 69-70.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست