responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 210
الإنسانية الموصوفة بأنها إرادية. إن الإرادتين تعملان في وقت واحد، وتشتركان في إنتاج أفعالنا، ولكن بطريقة مختلفة، ففعل الله فعل خالق، على حين أن الإنسان وهو يسخر قواه ويحشدها لا يفعل أكثر من أنه يتفتح للفعل الإلهي، حتى يتلقى منه العمل كاملًا.
لقد دارت المناقشة في النظريات التي ترفض كل ما عداها -كما نرى- حول الأعمال الظاهرة. وقد كان السؤال هو أن نعرف من هو خالق حركاتنا الخارجية، التي تسمى: الإرادية؟
-"إنه نحن"- كما أكده بعضهم، دون تدخل من الله.
-"إنه الله"- كما قال آخرون، دون مشاركة منا.
وكانت المدرسة الثالثة تعتقد أنها تمسك بطرفي السلسلة، حين تقول: "إنه الله، مع تدخل إرادتنا" بيد أن القائلين بهذا الحكم لم يلبثوا أن ميزوا الجانب الحقيقي في المشكلة، ووضعوه في المصطلحات التي تناسبه. فقد لاحظوا أن ممارسة الإرادة هو نفسه -حدث يقتضي بيانًا، فتساءلوا على الفور: من ذا الذي يوجه ويدبر إرادتنا؟ ولكي يجيبوا عن السؤال بهذه الصورة انقسموا إلى طائفتين:
القائلين بسبق القضاء، وهم تلاميذ أبي الحسن الأشعري "المتوفى في بغداد عام 324 هـ"، وخصومهم تلاميذ أبي منصور الماتريدي من بخارى "توفي عام 303هـ في سمرقند".
وهكذا عادت النظريات الجديدة إلى نفس الموقف المضاد، الذي تجادل حوله سابقوهم، بعد أن نقلوه إلى مجال الفعل الجواني فقط، وهنا أيضًا لم تقصر البراهين القرآنية من جانب وآخر. فعلى حين نجد القرآن في بعض المواضع ينسب إلى الإنسان القدرة على نفسه، ليتغير إلى شر، أو إلى خير،

نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست