الخاصة: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [1]، {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [2]، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} [3]، ومن الدعاء المأثور: "الله رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، إنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة، وذنب وخطيئة، وتقربني من الشر، وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك".
ولذلك أخيرًا كانت صيغة، الدعاءالتي يدعو بها المسلمون ربهم في كل يوم، ومرات كثيرة في اليوم الواحد، منحصرة في أنهم -بعد أن يظهروا جهدهم الإنساني، ليخضعوه لإرادة الله وحده جل جلاله- يلتمسون معونته على الفور، ليهدي خطاهم على الصراط المستقيم: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [4].
وإذن فمن الممكن أن نؤكد أن النصوص القرآنية تلتقي لتؤيد نظرية أهل السُّنة، التي تقرر أن هناك درجة أخرى من التبعية التي تتصف بها إرادتنا بالنسبة إلى إرادة الخالق، ومع ذلك فلسنا قادرين على أن نفعل ذلك إلا إذا صغنا على الأقل تحفظين أوحى إلينا بهما القرآن.
التحفظ الأول:
أن هذا الفضل الذي يمنحه الله سبحانه لبعض العباد، ويمنعه من دونهم لا يمكن أن يشتمل على محاباة، أو اعتساف، وعلى الرغم من أن بعض النصوص شديدة الإيجاز تنم إحيانًا عن نوع من الإرادية المفرطة: [1] يوسف: 33. [2] يوسف: 53. [3] الناس: 1-4. [4] الفاتحة: 4-5.