responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 349
بل على العكس: {مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} [1].
وإذن، فالخونة جميعًا عرضة للمؤاخذة، تؤهلهم ذنوبهم لأن يعاقبوا بقسوة، وليس في طاقة أحد أن يؤمن العصاة من أن تحل بهم مصيبة، في البر أو في البحر، على حين غفلة: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ} ... {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى} [2], أو تصيبهم قارعة وهم نائمون، أو وهم يلعبون: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ، أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [3]، أو يكون ذلك خلال سفرهم: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِين} [4]، أو يكون صاعقة سماوية: {يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [5]، أو خسفًا: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ} [6], أو بأية وسيلة أخرى لا يعلمونها: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ} [7], وعلى كل حال فسيان أن يكون ذلك إهلاكًا شاملًا عاجلًا، أو إفناء بطيئًا: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّف} [8].
ومن الواضح في كل ذلك أن الأمر لا يتصل مطلقًا بعقوبة مقدرة بقدرها، بل بدرس يستخلص من التاريخ الإنساني، ومن القانون الكوني، فالمهم هو إثارة الانتباه لدى الأغنياء والأقوياء، ليروا أن أمنهم وترفهم بمكان من الوهم والبطلان.

[1] 6/ 6 و30/ 9 و35/ 44 و40/ 21 و82 و46/ 26.
[2] الإسراء: 68-69.
[3] الأعراف: 97-98.
[4] النحل: 46.
[5] 17/ 68 و67/ 17.
[6] 16/ 45 و67/ 16.
[7] النحل: 45.
[8] النحل: 47.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست