وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"[1].
سابعًا: وأخيرًا، عندما يتحدث القرآن عن أمور السماء لا ينبغي أن ننسى أنه يقصد إنشاءها خلقًا جديدًا، له أصالته المجهولة: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} ، {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ} [2].
والواقع أنه ما من إنسان يعلم ما أعد للمتواضعين، والمحسنين، والذاكرين الله في غالب أحوالهم، من مفاجآت جميلة، وإنعام يفوق خيالهم وقد حدث القرآن عن ذلك فقال: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [3]، وقال الله تعالى في حديث قدسي: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" [4]، مما جعل ابن عباس يقول: وهو من أصوب المفسرين رأيًا بين صحابة النبي, صلى الله عليه وسلم: "ليس في الدنيا من الجنة شيء إلا الأسماء"[5].
بيد أنه لا يبدو أن هذه الأصالة تبلغ حد التخلص من الواقع المحسوس، فالنصوص تتجه إلى إقرار فرق في الدرجة بين الحياتين، أكثر من كونه فرقًا في الطبيعة.
النار:
هل نريد الآن صورة كاملة بقدر الإمكان عن مقام الهالكين، وما سوف يسامون من عذاب؟ [1] انظر: البخاري، كتاب النكاح, باب 16. [2] الواقعة: 35 و61. [3] السجدة: 17. [4] البخاري, كتاب التفسير, باب 30. [5] تفسير الطبري 1/ 174 ط. الحلبي 1954.