{عُرُبًا} [1]، وهو حب بين شباب من سن واحدة: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} [2].
أيجب أن ندهش لهذة اللغة النبيلة من كتاب يرى أن خير الزواج في حياتنا الدنيا هو قبل كل شيء في تلك السكينة الباطنة التي يشعر بها الرجل لدى رفيقة مشتقة من نفسه، وهو في المودة والحنان الذي أودعه الله بينهما: {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [3]؟؟
ونلاحظ من ناحية أخرى أن الصفات الأخلاقية تزاحم الصفات المادية في نعت هؤلاء الرفيقات العلويات، ليس ذلك فحسب، ولكن العنصر الأخلاقي يتقدم على المادي، ومن ثم وجدنا: {أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَة} [4]، و {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ} -أولًا- {حِسَانٌ} [5]، و {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} -أولًا- {عِينٌ} [6]، {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} [7]، وهن {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَام} [8], لا يبرحنها.
هذه الصفات الأخلاقية ذاتها هي التي أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نبني عليها اختيارنا الزوجي فقال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، [1] الواقعة: 37، وهو جمع مفرده "عروب" وهي المرأة المتحببة إلى زوجها. [2] النبأ: 33, والكواعب جمع مفرده كاعب، وكعاب: ناهدة الثدي. [3] الروم: 21. [4] البقرة: 25، وآل عمران: 15, والنساء: 57. [5] الرحمن: 70. [6] الصافات: 48. [7] ص: 52. [8] الرحمن: 72