جدليًّا مولعًا بالوضوح، وبالدقة لا يمكن أن يتوقف عند تأكيد مطلق كهذا، دون أن يبحث له عن بعض ما ينقضه، ودون أن يحاول توفيقًا يضع الأمور موضعها الصحيح.
ومن أجل هذا سوف نخضع النقاط الآتية لبحثنا:
1- هل يجب أن تنفي قيمة الجهد قيمة الانبعاث التلقائي؟
وبأي شرط؟
2- ما نصيب الجهد العضوي في هذه القيمة؟
3- أليس للجهد حين يفرض نفسه حد يقف عنده؟
جهد وانبعاث تلقائي
مدخل
...
1- جهد وانبعاث تلقائي:
كان "سيجور" يقول: إن الإنسان "يفخر بكل ما هو جهد"[1].
هذا الاتجاه الفطري إلى تمجيد روح الكفاح والتضحية -وهو اتجاه مشروع في بعض الظروف، إلى درجة معينة- قد يصل أحيانًا إلى حد أن يجعل من هذه الروح غاية أخيرة، وقيمة في ذاتها. فهل بنا من حاجة إلى أن نؤكد رفض هذه الطريقة في النظر؟
إن النشاط الذي لا يبذل إلا من أجل أن يبذل -هو اللعب بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة. وكل جهد جاد يفترض أن يكون له موضوع متميز عنه، يخصه بقيمة معينة، ويعزم أن يسعى إليه، بسبب هذه القيمة التي خصه بها. [1] segur, hist. nap. viii, ii. a. te par littre, art, offort.